تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٣١٩
المعاصي والنفاق، وكان إلى ما عند الله بالأشواق.
وعن الحجاج أن خطب فقال: أيها الناس الصبر عن محارم الله أيسر من الصبر على عذاب الله. فقام إليه رجل فقال: ويحك ما أصفق وجهك، وأقل حياءك، تفعل ما تفعل، ثم تقول مثل هذا فأخذوه، فلما نزل دعا به فقال: لقد اجترأت، فقال: يا حجاج، أنت تجتريء على الله فلا تنكره على نفسك، وأجتريء أنا عليك فتنكره علي، فخلى سبيله.
وقال شريك، عن عبد الملك بن عمير قال: قال الحجاج يوما: من كان له بلاء فليقم فلنعطه) على بلائه، فقام رجل فقال: أعطني على بلائي. قال: وما بلاؤك قال: قتلت الحسين. قال: وكيف قتلته قال: دسرته بالرمح دسرا، وهبرته بالسيف هبرا، وما أشركت معي في قتله أحدا، قال: أما إنك وإياه لن تجتمعا في موضع واحد. فقال له اخرج.
وروى شريك، عن عبد الملك بن عمير. ورواه صالح بن موسى الطلحي، عن عاصم بن بهدلة أنهم ذكروا الحسين رضي الله عنه، فقال الحجاج: لم يكن من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يحيى بن يعمر: كذبت أيها الأمير، فقال: لتأتيني على ما قلت ببينة من كتاب الله، أو لأقتلنك. فقال قوله تعالى: ومن ذريته داود وسليمان وأيوب إلى قوله وزكريا ويحيى وعيسى فأخبر الله تعالى أن عيسى من ذرية آدم بأمه، قال: صدقت، فما حملك على تكذيبي في مجلسي قال: ما أخذ الله على الأنبياء لتبيننه للناس ولا تكتمونه. قال: فنفاه إلى خراسان.
وقال أبو بكر بن عياش، عن عاصم: سمعت الحجاج، وذكر هذه
(٣١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 ... » »»