تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٣١٨
إليه عبد الملك بولايته على العراق، فخرج في نفر ثمانية أو تسعة على النجائب.
قال عبد الله بن شوذب: ما رؤي مثل الحجاج لمن أطاعه، ولا مثله لمن عصاه.
وروى ابن الكلبي، عن عوانة بن الحكم قال: سمع الحجاج تكبيرا في السوق وهو في الصلاة، فلما انصرف صعد المنبر وقال: يا أهل العراق، وأهل الشقاق والنفاق، ومساوئ الأخلاق، قد سمعت تكبيرا ليس بالتكبير الذي يراد به الله في الترهيب، ولكنه الذي يراد الترغيب، إنها عجاجة تحتها قصف، أي بني اللكيعة، وعبيد العصا، وأولاد الإماء، ألا يرقأ الرجل منكم على ظلعه، ويحسن حمل رأسه، وحقن دمه، ويبصر موضع قدمه، والله ما أرى الأمور تثقل بي وبكم حتى أوقع بكم وقعة تكون نكالا لما قبلها، وتأديبا لما بعدها.
وقال سيار أبو الحكم: سمعت الحجاج على المنبر يقول: أيها الرجل، وكلكم ذلك الرجل، رجل خطم نفسه وزمها، فقادها بخطامها إلى طاعة الله، وعنجها بزمامها عن معاصي الله.
وقال مالك بن دينار: سمعت الحجاج يخطب فقال: امرؤ رد نفسه قبل أن يكون الحساب إلى غيره، امرؤ نظر إلى ميزانه، فما زال يقول امرؤ حتى أبكاني.
وعن الحجاج قال: امرؤ عقل عن الله أمره امرؤ أفاق واستفاق وأبغض
(٣١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 ... » »»