تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ١٣٩
أشد تشميرا، ولا أفقه، ولا أنسك، ولا أقرأ لكتاب الله من عبد الملك بن مروان.
وقال أبو الزناد: فقهاء المدينة: سعيد بن المسيب، وعبد الملك بن مروان، وعروة بن الزبير، وقبيصة بن ذؤيب.
وعن ابن عمر قال: ولد الناس أبناء، وولد مروان أبا.
وعن عبدة بن رياح الغساني، أن أم الدرداء قالت: يا أمير المؤمنين تعني عبد الملك ما زلت أتخيل هذا الأمر فيك منذ رأيتك. قال: وكيف ذاك قالت: ما رأيت أحسن منك محدثا، ولا أحلم منك مستمعا.
وقال سعيد بن داود: قال مالك: سمعت يحيى بن سعيد يقول: أول من صلى في المسجد بين الظهر والعصر عبد الملك بن مروان وفتيان معه، كانوا إذا صلى الإمام الظهر قاموا فصلوا إلى العصر، فقيل لسعيد بن المسيب: لو قمنا فصلينا كما يصلي هؤلاء، فقال سعيد: ليست العبادة بكثرة الصلاة ولا الصوم، إنما العبادة التفكر في أمر الله، والورع عن محارم الله.
وروى إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال: ما جالست أحدا إلا وجدت لي عليه الفضل، إلا عبد الملك بن مروان، فإني ما ذاكرته حديثا إلا زادني فيه، ولا شعرا إلا زادني فيه.
وقال خليفة: قال لي أبو خالد: أغزى مسلمة بن مخلد معاوية بن حديج سنة خمسين، وكتب معاوية إلى مروان، أن ابعث عبد الملك على بعث المدينة إلى المغرب، فقدم عبد الملك، فدخل إفريقية مع معاوية بن حديج، فبعثه ابن حديج إلى حصن، فحصر أهله، ونصب عليه المنجنيق.) وقال حماد بن سلمة: أنبأ حميد عن بكر بن عبد الله المزني، أن يهوديا
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»