تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٤٠٧
عبيد الله، عن رياح بن الحارث، عن ثعلبة، أن عليا قال: لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر ولا نفسي، ثم ضرب بيده على صدره.
وقال بريدة بن سفيان، عن محمد بن كعب القرظي، عن ابن مسعود قال: لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك، جعل لا يزال يتخلف الرجل، فيقولون: يا رسول الله تخلف فلان، فيقول: دعوه فإن يكن فيه خير فسيخلفه الله بكم حتى قيل: يا رسول الله تخلف أبو ذر، فقال: ما كان يقوله، فتلوم عليه بعيره، فلما أبطأ عليه أخذ أبو ذر متاعه فجعله على ظهره، ثم خرج يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ماشيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كن أبا ذر، فلما تأمله القوم قالوا: يا رسول الله هو والله أبو ذر، فقال: يرحم الله أبا ذر يمشي وحده، ويموت وحده، ويحشر وحده فضرب الدهر من ضربه، وسير أبو ذر إلى الربذة فمات بها.
واتفق مرور عبد لله بن مسعود به من الكوفة فصلى عليه وشهده.
ومناقب أبي ذر كثيرة.
روى عنه أنس، وجبير بن نفير، وزيد بن وهب، وسعيد بن المسيب، وأبو سالم الجيشاني سفيان بن هانئ، والأحنف بن قيس، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري، وأبو مراوح، وقيس بن عباد، وسويد بن
(٤٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 ... » »»