تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ١٥٩
عيينة، ثنا عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قدم حبي بن أخطب، وكعب بن الأشرف مكة على قريش فحالفوهم على قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالوا لهم: أنتم أهل العلم القديم وأهل الكتاب، فأخبرونا عنا وعن محمد، قالوا: ما أنتم وما محمد قالوا: نحن ننحر الكوماء ونسقي اللبن على الماء ونفك العناة ونسقي الحجيج، ونصل الأرحام. قالوا: فما محمد قالوا: صنبور قطع أرحامنا واتبعه سراق الحجيج بنو غفار. قالوا: لا، بل أنتم خير منه وأهدى سبيلا. فأنزل الله ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت الآية.
قال سفيان: كانت غفار سرقة في الجاهلية.
وقال إبراهيم بن جعفر بن محمد بن مسلمة، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله قال: ولحق كعب بن الأشرف بمكة إلى أن قدم المدينة معلنا بمعاداة النبي صلى الله عليه وسلم وهجائه، فكان أول ما خرج منه قوله:
* أذاهب أنت لم تحلل بمنقبة * وتارك أنت أم الفضل بالحرم * * صفراء رادعة لو تعصر أنعصرت * من ذي القوارير والحناء والكتم * * إحدى بني عامر هام الفؤاد بها * ولو تشاء شفت كعبا من السقم *
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»