وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٧ - الصفحة ٨٨
يقول لك إذا عدت من الزيارة وعزمت على العود تعرفنا بذلك فلنا إليك مهم فأجابه بالسمع والطاعة فلما عاد عرفه بوصوله فاستدعاه وجمع له في تلك المدة كتابا يشتمل على فضائل الجهاد وما أعد الله سبحانه وتعالى للمجاهدين يحتوي على مقدار ثلاثين كراسة فخرج إليه واجتمع به على بقيعة حصن الأكراد وقدم له الكتاب الذي جمعه وقال إنه كان عزم على الانقطاع في مشهد بظاهر الموصل إذا وصل إليها ثم إنه اتصل بخدمة صلاح الدين في مستهل جمادى الأولى سنة أربع وثمانين وخمسمائة ثم ولاه قضاء العسكر والحكم بالقدس الشريف ولما كنت متولي الحكم بدمشق المحروسة جاءني في بعض شهور سنة ست وستين وستمائة إسجال قد ثبت مضمونه عند القاضي أبي المحاسن المذكور وهو يومئذ قاضي العسكر الصلاحي وقد انقطع ثبوته بموت شهوده فتعذر إثباته عندي لذلك وتأملته إلى آخره لأنني استغربته فقد كان شيخنا وأخذنا عنه كثيرا وحصل الانتفاع بصحبته عدنا إلى بقية ما ذكره أبو المحاسن المذكور فقال إنه كان قد حضر إلى خدمة صلاح الدين في صحبة شيخ الشيوخ صدر الدين عبد الرحيم بن إسماعيل والقاضي محيي الدين ابن الشهرزوري لما وصلا إليه في رسالة واتفق في تلك الدفعة وفاة البهاء الدمشقي المدرس كان بمصر في مدرسة منازل العز وخطيب مصر وأن صلاح الدين عرض عليه تدريس المدرسة المذكورة فلم يفعل وأنه حضر عند السلطان دفعة ثانية في رسالة من الموصل وهو على حران وكان صلاح الدين مريضا يومئذ وذكر أنه لما توفي صلاح الدين كان حاضرا وتوجه إلى حلب لجمع كلمة الإخوة أولاد صلاح الدين وتحليف بعضهم لبعض وأن الملك الظاهر غياث الدين بن صلاح الدين صاحب حلب كتب إلى أخيه الملك الأفضل نور الدين علي بن صلاح الدين صاحب دمشق يطلبه منه فأجابه إلى ذلك فأرسله الظاهر إلى مصر لاستحلاف أخيه الملك العزيز عماد الدين عثمان بن صلاح
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»