له طيور فائقة أصيلة مختارة تسبق كل طائر يسابقها وكان لمخدومه العزيز طيور أيضا سابقة فاخرة فسابقه العزيز يوما ببعض الطيور فسبق طائر الوزير فعز ذلك على العزيز ووجد أعداؤه سبيلا إلى الطعن فيه فقالوا للعزيز إنه قد اختار من كل صنف أجوده وأعلاه ولم يبق منه إلا أدناه حتى الحمام وقصدوا بذلك الإغراء به حسدا منهم لعله يتغير عليه فاتصل ذلك بالوزير فكتب إلى العزيز (قل لأمير المؤمنين الذي * له العلا والنسب الثاقب) (طائرك السابق لكنه * جاء وفي خدمته حاجب) فأعجبه ذلك منه وسري عنه ما كان وجده عليه هكذا ذكره القاضي الرشيد ابن الزبير المقدم ذكره في كتاب الجنان وذكر غيره أن هذين البيتين لولي الدولة أبي محمد أحمد بن علي المعروف بابن خيران الكاتب الشاعر المصري وقد سبق ذكره في ترجمة أبي الحسن علي بن أحمد بن نوبخت الشاعر وإنما لم أفرده بترجمة لأني لم أظفر بتاريخ وفاته وقد التزمت في هذا الكتاب أني لا اذكر إلا من وقفت على تاريخ وفاته وذكر أبو القاسم علي بن منجب بن سليمان الكاتب المعروف بابن الصيرفي المصري في جزء سماه الإشارة إلى من نال الوزارة ذكر فيه وزراء المصريين إلى عصره وابتدأ بذكر يعقوب المذكور فقال كان كاتبا يهوديا صائنا لنفسه محافظا على دينه جميل المعاملة مع التجار فيما يتولاه واتصل بخدمة كافور الإخشيدي فحمد خدمته ورد إليه زمام ديوانه بمصر والشام فضبطه له على حسب إرادته وكان سبب حظوته عنده أن يهوديا قال
(٣١)