وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٦ - الصفحة ١٠
(فعدت من لثغته ألثغا * فقلت أين الطاث والكاث) ولو شرعت في ذكر ما قيل على هذا النمط لطال الشرح ولم أجد في لثغة الراء إلا قليلا فمن ذلك قول بعضهم (أما وبياض الثغر ممن أحبه * ونقطة خال الخد في عطفة الصدغ) (لقد فتنتني لثغة موصلية * رمتني في تيار بحر هوى اللثغ) (ومستعجم الألفاظ عقرب صدغه * مسلطة دون الأنام على لدغي) (يكاد أصم الصم عند حديثه * إلى اللثغة الغناء من لفظه يصغي) (يقول وقد قبلت واضح ثغره * وكان الذي أهوى ونلت الذي أبغي) (وقد نفضت كأس الحميا وأظهرت * على خده من لونها أحسن الصبغ) (تغفق فغشف الخمغ من كغم غيقتي * يزيدك عند الشغب سكغا على سكغ) ولقد أجاد هذا الشاعر وجمع في البيت الأخير راءات كثيرة وأبدلها بالغين وللخبز أرزي الشاعر المقدم ذكره في غلام يلثغ بالراء أيضا لكنه لم يستعمل اللثغة إلا في آخر البيت الأخير من الأربعة أبيات (وشاذن بالكرخ ذي لثغة * وإنما شرطي في اللثغ) (ما أشبه الزنبور في خصره * حتى حكى العقرب في الصدغ) (في فمه درياق لدغ إذا * أحرق قلبي شدة اللدغ) (إن قلت في ضمي له أين هو * تفديك روحي قال لا أدغي) وقد تسلسل الكلام وخرجنا عن المقصود من أخبار واصل بن عطاء وكان طويل العنق جدا بحيث كان يعاب به وفيه يقول بشار بن برد الشاعر المشهور المقدم ذكره
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 5 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»