(ويجعل البر قمحا في تصرفه * وخالف الراء حتى احتال للشعر) (ولم يطق مطرا والقول يعجله * فعاذ بالغيث إشفاقا من المطر) ومما يحكى عنه وقد ذكر بشار بن برد فقال أما لهذا الأعمى المكتني بأبي معاذ من يقتله أما والله لولا أن الغيلة خلق من أخلاق الغالية لبعثت إليه من يبعج بطنه على مضجعه ثم لا يكون إلا سدوسيا أو عقيليا فقال هذا الأعمى ولم يقل بشار ولا ابن برد ولا الضرير وقال من أخلاق الغالية ولم يقل المغيرية ولا المنصورية وقال لبعثت ولم يقل لأرسلت وقال على مضجعه ولم يقل على مرقده ولا على فراشه وقال يبعج ولم يقل يبقر وذكر بني عقيل لأن بشارا كان يتوالى إليهم وذكر بني سدوس لأنه كان نازلا فيهم وذكر السمعاني في كتاب الأنساب في ترجمة المعتزلي أن واصل بن عطاء كان يجلس إلى الحسن البصري رضي الله عنه فلما ظهر الاختلاف وقالت الخوارج بتكفير مرتكبي الكبائر وقالت الجماعة بأنهم مؤمنون وإن فسقوا بالكبائر فخرج واصل بن عطاء عن الفريقين وقال إن الفاسق من هذه الأمة لا مؤمن ولا كافر منزلة بين منزلتين فطرده الحسن عن مجلسه فاعتزل عنه وجلس إليه عمرو بن عبيد فقيل لهما ولأتباعهما معتزلون وقد أحلت في ترجمة عمرو بن عبيد على هذا الموضع في تبيين الاعتزال ولأي معنى سموا بهذا الاسم وقد ذكرت في ترجمة قتادة بن دعامة السدوسي أنه الذي سماهم بذلك وكان واصل بن عطاء المذكور يضرب به المثل في إسقاطه حرف الراء من كلامه واستعمل الشعراء ذلك في شعرهم كثيرا فمنه قول أبي محمد الخازن من جملة قصيدة طنانة طويلة يمدح بها الصاحب أبا القاسم إسماعيل بن عباد المقدم ذكره وهو
(٨)