ترى من الضيق وقد أضجرني ذلك وخراسان شاغرة وقد بلغني أن أمير المؤمنين ذكرها لعبد الملك بن المهلب فهل من حيلة قال نعم سرحني إلى أمير المؤمنين فإني أرجو أن آتيك بعهده عليها قال فاكتم ما أخبرتك به وكتب إلى سليمان كتابين أحدهما يذكر له فيه أمر العراق وأثنى فيه على ابن الأهتم وذكر له علمه بها ووجه ابن الأهتم وحمله على البريد وأعطاه ثلاثين ألفا وسار سبعا فقدم بكتاب يزيد على سليمان فدخل عليه وهو يتغدى فجلس ناحية فأتي بدجاجتين فأكلهما ثم قال له سليمان لك مجلس بعد هذا تعود إليه ثم دعا به بعد ثالثة فقال له سليمان إن يزيد بن المهلب كتب إلي يذكر علمك بالعراق وبخراسان ويثني عليه فكيف علمك بها قال أنا أعلم الناس بها بها ولدت وبها نشأت قال ما أحوج أمير المؤمنين إلى مثلك يشاوره في أمرها فأشر علي برجل أوليه خراسان قال أمير المؤمنين أعلم بمن يريد يولي فإن ذكر منهم أحدا أخبرته برأيي فيه هل يصلح أم لا فسمى سليمان رجلا من قريش فقال ليس من رجال خراسان فسمى عبد الملك ابن المهلب فقال لا حتى عدد رجالا فكان في آخر من ذكر وكيع ابن أبي سود فقال يا أمير المؤمنين وكيع رجل شجاع صارم مقدام وليس بصاحبها ومع هذا إنه لم يقد ثلاثمائة قط فرأى لأحد عليه طاعة قال صدقت ويحك فمن لها قال رجل أعلمه لم تسمه قال فمن هو قال لا أبوح باسمه إلا أن يضمن لي أمير المؤمنين ستر ذلك وأن يجيرني منه إن علم قال نعم سمه لي قال يزيد بن المهلب قال ذلك بالعراق والمقام بها أحب إليه من المقام بخراسان قال قد علمت يا أمير المؤمنين ولكن تكرهه فيستخلف على العراق رجلا ويسير قال أصبت الرأي فكتب عهد يزيد ابن المهلب على خراسان وكتب إليه إن ابن الأهتم كما ذكرت من عقله ودينه وفضله ورأيه ودفع الكتاب وعهد يزيد إليه فسار سبعا فقدم على يزيد فقال له ما وراءك فأعطاه الكتاب فقال ويحك أعندك خبر فأعطاه العهد فأمر يزيد بالجهاز للمسير من ساعته ودعا ابنه مخلدا فقدمه إلى خراسان فسار من يومه ثم سار يزيد إلى خراسان فأقام بها ثلاثة أشهر أو أربعة ثم غزا جرجان
(٢٩٨)