وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٦ - الصفحة ٢٧٠
إليه حتى غاب عنه ولما وصل الشيخ إلينا رأينا في يده اليمنى منديلا لا غير قلت ويحكى عنه مثل هذا أشياء كثيرة والله أعلم بصحتها وله تصانيف فمن ذلك كتاب التنقيحات في أصول الفقه وكتاب التلويحات وكتاب الهياكل وكتاب حكمة الإشراق وله الرسالة المعروفة بالغربة الغريبة على مثال رسالة الطير لأبي علي ابن سينا ورسالة حي بن يقظان لابن سينا أيضا وفيها بلاغة تامة أشار فيها إلى حديث النفس وما يتعلق بها على اصطلاح الحكماء ومن كلامه الفكر في صورة قدسية يتلطف بها طالب الأريحية ونواحي القدس دار لا يطؤها القوم الجاهلون وحرام على الأجساد المظلمة أن تلج ملكوت السماوات فوحد الله وأنت بتعظيمه ملآن واذكره وأنت من ملابس الأكوان عريان ولو كان في الوجود شمسان لانطمست الأركان فأبى النظام أن يكون غير ما كان (فخفيت حتى قلت لست بظاهر * وظهرت من سعتي على الأكوان) آخر (لو علمنا أننا ما نلتقي * لقضينا من سليمى وطرا) اللهم خلص لطيفي من هذا العالم الكثيف وتنسب إليه أشعار فمن ذلك ما قاله في النفس على مثال أبيات ابن سينا العينية وهي مذكورة في ترجمته في حرف الحاء واسمه الحسين فقال هذا الحكيم (خلعت هياكلها بجرعاء الحمى * وصبت لمغناها القديم تشوقا)
(٢٧٠)
مفاتيح البحث: أصول الفقه (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»