وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٦ - الصفحة ٢٢٤
وقال محمد بن مناذر الشاعر حج هارون الرشيد ومعه ابناه الأمين محمد والمأمون عبد الله وحج معه يحيى بن خالد وابناه الفضل وجعفر فلما صاروا بالمدينة جلس الرشيد ومعه يحيى بن خالد فأعطى الناس عطاءهم ثم جلس الأمين ومعه الفضل فأعطاهم العطاء ثم جلس المأمون ومعه جعفر بن يحيى فأعطاهم عطاياهم وكان أهل المدينة يسمون ذاك العام عام الأعطية الثلاثة ولم يروا مثل ذلك قط فقلت في ذلك (أتانا بنو الأملاك من آل برمك * فيا طيب أخبار ويا حسن منظر) (لهم رحلة في كل عام إلى العدى * وأخرى إلى البيت العتيق المطهر) (إذا نزلوا بطحاء مكة أشرقت * بيحيى وبالفضل بن يحيى وجعفر) (فتظلم بغداد وتجلو لنا الدجى * بمكة ما حجوا ثلاثة أقمر) (فما خلقت إلا لجود أكفهم * وأقدامهم إلا لأعواد منبر) (إذا راض يحيى الأمر ذلت صعابه * فناهيك من راع له ومدبر) (ترى الناس إجلالا له وكأنهم * غرانيق ماء تحت باز مصرصر) وذكر الخطيب في تاريخ بغداد في ترجمة أبي عبد الله محمد بن عمر الواقدي أنه قال كنت حناطا بالمدينة في يدي مائة ألف درهم للناس أضارب بها فتلفت الدراهم فشخصت إلى العراق فقصدت يحيى بن خالد فجلست في دهليزه وأنست بالخدم والحجاب وسألتهم أن يوصلوني إليه فقالوا إذا قدم الطعام إليه لم يحجب عنه أحد ونحن ندخلك عليه ذلك الوقت فلما حضر طعامه أدخلوني فأجلسوني معه على المائدة فسألني من أنت وما قصتك فأخبرته فلما رفع الطعام وغسلنا أيدينا دنوت منه لأقبل رأسه فاشمأز من ذلك فلما صرت إلى الموضع الذي يركب منه لحقني خادم معه كيس فيه ألف دينار فقال الوزير يقرأ عليك السلام ويقول لك استعن بهذا على أمرك
(٢٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 ... » »»