آخرها خرج إلى الكوفة فأقام بها أربعين يوما في أهله يفرق عليهم ما جمعه ويبرهم وله من التصانيف الكتابان المقدم ذكرهما وهما الحدود والمعاني وكتابان في المشكل أحدهما أكبر من الآخر وكتاب البهي وهو صغير الحجم ووقفت عليه بعد أن كتبت هذه الترجمة ورأيت فيه أكثر الألفاظ التي استعملها أبو العباس ثعلب في كتاب الفصيح وهو في حجم الفصيح غير أنه غيره ورتبه على صورة أخرى وعلى الحقيقة ليس لثعلب في الفصيح سوى الترتيب وزيادة يسيرة وفي كتاب البهي أيضا ألفاظ ليست في الفصيح قليلة وليس في الكتابين اختلاف إلا في شيء قليل لا غير وله كتاب اللغات وكتاب المصادر في القرآن وكتاب الجمع والتثنية في القرآن وكتاب الوقف والابتداء وكتاب المفاخر وكتاب آلة الكاتب وكتاب النوادر وكتاب الواو وغير ذلك من الكتب وقال سلمة بن عاصم أملى الفراء كتبه كلها حفظا لم يأخذ بيده نسخة إلا في كتابين كتاب ملازم وكتاب يافع ويفعة قال أبو بكر الأنباري ومقدار الكتابين خمسون ورقة ومقدار كتب الفراء ثلاثة آلاف ورقة وقد مدحه محمد بن الجهم بقصيدة على روي الواو الموصولة بالهاء المكسورة أضربت عن ذكرها خوف الإطالة وتوفي الفراء سنة سبع ومائتين في طريق مكة وعمره ثلاث وستون سنة رحمه الله تعالى والفراء بفتح الفاء وتشديد الراء وبعدها ألف ممدودة وإنما قيل له فراء ولم يكن يعمل الفراء ولا يبيعها لأنه كان يفري الكلام ذكر ذلك الحافظ السمعاني في كتاب الأنساب وعزاه إلى كتاب الألقاب
(١٨١)