وهذه القصيدة من غرر القصائد ونخبها ولولا خوف الإطالة لأثبتها كلها وهي طويلة تزيد على خمسين بيتا وقد ذكرها أبو علي القالي المقدم ذكره في حرف الهمزة في كتابه الذي جعله ذيلا على أماليه وتكلم علي بعض أبياتها وقال إنها قد تنسب إلى الصلتان العبدي الشاعر المشهور ولكن الأصح أنها لزياد الأعجم والبيت الثاني منها تستشهد به النحاة في كتبهم على جواز تذكير المؤنث إذا لم يكن له فرج حقيقي وهو أشهر بيت في هذه القصيدة لكثرة استعمالهم له وقد أخذ بعض الشعراء معنى البيت الثالث والرابع فقال (احملاني إن لم يكن لكما عقر * إلى جنب قبره فاعقراني) (وانضحا من دمي عليه فقد كان * دمي من نداه لو تعلمان) 281 وصاحب هذين البيتين هو الشريف أبو محمد الحسن بن محمد بن علي بن أبي الضوء العلوي الحسيني نقيب مشهد باب التبن ببغداد وهما من جملة قصيدة يرثى بها النقيب الطاهر والد عبيد الله ذكر ذلك العماد الكاتب في كتاب الخريدة وقال أيضا إن الشريف أبا محمد المذكور توفي سنة سبع وثلاثين وخمسمائة ببغداد رحمه الله تعالى ثم بعد وقوفي على ما ذكره العماد في الخريدة وجدت هذين البيتين في كتاب معجم الشعراء تأليف المرزباني لأحمد بن محمد الخثعمي وكنيته أبو عبد الله ويقال أبو العباس ويقال إنه الحسن وكان يتشيع ويهاجي البحتري وكان المغيرة بن المهلب المذكور قد مزق قباء ديباجا كان على زياد الأعجم فقال زياد في ذلك (لعمرك ما الديباج مزقت وحده * ولكنما مزقت عرض المهلب)
(٣٥٦)