وقد ذكر الطبري في تاريخه أنه توفي سنة اثنتين وثمانين والله أعلم والكلام على وفاته مذكور في ترجمة ابنه يزيد فلينظر هناك فإنه مستوفى ولما حضرته الوفاة جمع من حضره من بنيه ودعا بسهام فحزمت ثم قال أترونكم كاسريها مجمعة قالوا لا قال أفترونكم كاسريها مفرقة قالوا نعم قال هكذا الجماعة ثم مات ولما مات رثاه الشعراء وأكثروا وفي ذلك يقول نهار بن توسعة الشاعر المشهور (ألا ذهب الغزو المقرب للغنى * ومات الندى والجود بعد المهلب) (أقاما بمرو الروذ لا يبرحانها * وقد قعدا من كل شرق ومغرب) وخلف المهلب عدة أولاد نجباء كرماء أجوادا أمجادا وقال ابن قتيبة في كتاب المعارف ويقال إنه وقع إلى الأرض من صلب المهلب ثلاثمائة ولد وقد تقدم في حرف الراء ذكر حفيديه روح ويزيد ابني حاتم بن قبيصة بن المهلب وسيأتي ذكر يزيد في حرف الياء إن شاء الله تعالى 280 ومن سراة أولاده أبو فراس المغيرة وكان أبوه يقدمه في قتال الخوارج وله معهم وقائع مأثورة تضمنتها التواريخ أبلى فيها بلاء أبان عن نجدته وشهامته وصرامته وتوجه صحبة أبيه إلى خراسان واستنابه عنه بمرو الشاهجان وتوفي بها في حياة أبيه سنة اثنتين وثمانين في شهر رجب ورثاه أبو أمامة زياد الأعجم وهو زياد بن سليمان ويقال ابن جابر وهو ابن عبد القيس الشاعر المشهور بقصيدته الحائية السائرة التي أولها (قل للقوافل والغزاة إذا غزوا * للباكرين وللمجد الرائح) (إن السماحة والمروءة ضمنا * قبرا بمرو على الطريق الواضح) (فإذا مررت بقبره فاعقر به * كوم الهجان وكل طرف سابح) (وانضح جوانب قبره بدمائها * فلقد يكون أخا دم وذبائح) (واظهر ببزته وعقد لوائه * واهتف بدعوة مصلتين شرامح)
(٣٥٤)