وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٥ - الصفحة ٣٥١
ثم ارتدوا بعده ومنعوا الصدقة فوجه إليهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه عكرمة بن أبي جهل المخزومي رضي الله عنه فقاتلهم فهزمهم وأثخن فيهم القتل وتحصن فلهم في حصن لهم وحصرهم المسلمون ثم نزلوا على حكم حذيفة بن اليمان فقتل مائة من رؤسائهم وسبى ذراريهم وبعثهم إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه وفيهم أبو صفرة غلام ولم يبلغ فأعتقهم أبو بكر رضي الله عنه وقال اذهبوا حيث شئتم فتفرقوا فكان أبو صفرة ممن نزل البصرة وقال ابن قتيبة في كتاب المعارف هذا الحديث باطل أخطأ فيه الواقدي لأن أبا صفرة لم يكن في هؤلاء ولا رآه أبو بكر قط وإنما وفد على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو شيخ أبيض الرأس واللحية فأمره أن يخضب فخضب وكيف يكون غلاما في زمن أبي بكر وقد ولد المهلب وهو من أصاغر ولده قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين وقد كان في ولده من ولد قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثين سنة أو أكثر وكان المهلب المذكور من أشجع الناس وحمى البصرة من الخوارج وله معهم وقائع مشهورة بالأهواز استقصى أبو العباس المبرد في كتابه الكامل أكثرها فهي تسمى بصرة المهلب لذلك ولولا طولها وانتشار وقائعها لذكرت طرفا منها وكان سيدا جليلا نبيلا روي أنه قدم على عبد الله بن الزبير أيام خلافته بالحجاز والعراق وتلك النواحي وهو يومئذ بمكة فخلا به عبد الله يشاوره فدخل عليه عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف بن وهب القرشي الجمحي فقال من هذا الذي قد شغلك يا أمير المؤمنين يومك هذا قال أو ما تعرفه قال لا قال هذا سيد أهل العراق قال فهو المهلب بن أبي صفرة قال نعم فقال المهلب من هذا يا أمير المؤمنين قال هذا سيد قريش فقال فهو عبد الله بن صفوان قال نعم
(٣٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 ... » »»