وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٥ - الصفحة ٣٤٨
وهذه معنى مطروق أكثرت الشعراء استعماله فمن ذلك قول بعضهم وهو أبو محمد عبد الله بن قاضي ميلة (جاءت بعود يناغيها ويسعدها * انظر بدائع ما يأتي به الشجر) (غنت عليه ضروب الطير ساجعة * حينا فلما ذوى غنى به البشر) (فلا يزال عليه الدهر مصطخب * يهيجه الأعجمان الطير والوتر) ولبعضهم في المعنى أيضا (وعود له نوعان من لذة المنى * فبورك جان يجتنيه وغارس) (تغنت عليه وهو رطب طيورها * وغنت عليه قينة وهو يابس) ولولا خوف الإطالة والخروج عما نحن بصدده لذكرت عدة مقاطيع في هذا المعنى ولبهاء الدين زهير المقدم ذكره من قصيدة يمدح بها اقسيس بن الملك الكامل (وتهتز أعواد المنابر باسمه * فهل ذكرت أيامها وهي أغصان) 279 ثم قال العماد في بقية الترجمة وكان ولده محمد ذكيا له شعر حسن هاجر إلى الملك العادل نور الدين بالشام سنة أربع وستين وكان يومئذ بصرخد فمرض فأنفذه إلى دمشق فمات في الطريق بقرية يقال لها رشيدة انتهى كلام العماد ومن شعر المؤيد المذكور من جملة قصيدة له رحمه الله تعالى (فيا بردها من نفحة حاجرية * على حر صدر ليس تخبو سمائمه) (ويا حسنه طيفا وشى نور وجهه * بطيفي فغطاني من الشعر فاحمه) (يجول وشاحاه على غصن بانة * سقاها الحيا فاخضر واهتز ناعمه)
(٣٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 ... » »»