وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٥ - الصفحة ٢٤٨
(بنى لشيبان مجدا لا زوال له * حتى تزول ذرى الأركان من حضن) حضن بفتح الحاء المهملة والضاد المعجمة وبعدها نون اسم جبل عظيم بين نجد وتهامة بينه وبين تهامة مرحلة يقال في المثل أنجد من رأى حضنا وله ذكر كثير في الأشعار والأخبار ودخل على معن بعض الفصحاء يوما فقال له إني لو أردت أن استشفع إليك ببعض من يثقل عليك لوجدت ذلك سهلا ولكني استشفعت إليك بقدرك واستغنيت بفضلك فإن رأيت أن تضعني من كرمك بحيث وضعت نفسي من رجائك فافعل وإني لم أكرم نفسي عن مسألتك فأكرم وجهي عن ردك ولمعن أشعار جيدة وأكثرها في الشجاعة وقد ذكره أبو عبد الله ابن المنجم في كتاب البارع وأورد له عدة مقاطيع فمن ذلك قوله في خطاب ابن أخي عبد الجبار بن عبد الرحمن وقد رآه يتبختر بين السماطين وكان قبل ذلك لقي الخوارج ففر منهم (هلا مشيت كذا غداة لقيتهم * وصبرت عند الموت يا خطاب) (نجاك خوار العنان كأنه * تحت العجاج إذا استحث عقاب) (وتركت صحبك والرماح تنوشهم * وكذاك من قعدت به الأحساب) وقال أبو عثمان المازني النحوي حدثني صاحب شرطة معن قال بينما أنا على رأس معن إذا هو براكب يوضع فقال معن ما أحسب الرجل يريد غيري ثم قال لحاجبه لا تحجبه قال فجاء حتى مثل بين يديه وأنشد (أصلحك الله قل ما بيدي * فما أطيق العيال إذ كثروا) (ألح دهر رمى بكلكله * فأرسلوني إليك وانتظروا) قال فقال معن وأخذته الأريحية لا جرم والله لأعجلن أوبتك ثم قال
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»