وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٥ - الصفحة ٢٥٢
لا قال جعفر فلو كان معن حيا ثم سمعها منك كم كان يثيبك عليها قال أصلح الله الوزير أربعمائة دينار قال جعفر فانا نظن أنه كان لا يرضى لك بذلك قد أمرنا لك عن معن رحمه الله تعالى بالضعف مما ظننت وزدناك نحن مثل ذلك فاقبض من الخازن ألفا وستمائة دينار قبل أن تنصرف إلى رحلك فقال مروان يذكر جعفرا وما سمح به عن معن (نفحت مكافئا عن قبر معن * لنا مما تجود به سجالا) (فعجلت العطية يا ابن يحيى * لنادبه ولم ترد المطالا) (فكافأ عن صدى معن جواد * بأجود راحة بذل النوالا) (بنى لك خالد وأبوك يحيى * بناء في المكارم لن ينالا) (كأن البرمكي بكل مال * تجود به يداه يفيد مالا) ثم قبض المال وانصرف وحكى أبو الفرج الأصبهاني في كتاب الأغاني عن محمد البيذق النديم أنه دخل على هارون الرشيد فقال له أنشدني مرثية مروان بن أبي حفصة في معن ابن زائدة فأنشده بعض هذه القصيدة فبكى الرشيد قال وكان بين يديه سكرجة فملأها من دموعه ويقال إن مروان بعد هذه القصيدة المرثية لم ينتفع بشعره فإنه كان إذا مدح خليفة أو من دونه قال له أنت قلت في مرثيتك (وقلنا أين نرحل بعد معن * وقد ذهب النوال فلا نوالا) فلا يعطيه الممدوح شيئا ولا يسمع قصيدته حدث الفضل بن الربيع قال رأيت مروان بن أبي حفصة وقد دخل على المهدي بعد موت معن بن زائدة في جماعة من الشعراء فيهم سلم الخاسر وغيره فأنشده مديحا فقال له من أنت فقال شاعرك مروان بن أبي حفصة
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»