الثلاثاء العشرين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وستمائة ودفن بالقلعة ثم بنى الطواشي شهاب الدين طغريل الخادم أتابك ولده الملك العزيز مدرسة تحت القلعة وعمر فيها تربة ونقله إليها رحمه الله تعالى والعجب أنه دخل حلب مالكا لها في الشهر بعينه واليوم من سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة ورثاه شاعره الشرف راجح بن إسماعيل بن أبي القاسم الأسدي الحلي وكنيته أبو الوفاء بهذه القصيدة ومدح ولديه السلطان الملك العزيز محمدا وأخاه الملك الصالح صاحب عين تاب وما أقصر فيها وهي (سل الخطب إن أصغى إلى من يخاطبه * بمن علقت أنيابه ومخالبه) (نشدتك عاتبه على نائباته * وإن كان نائي السمع عمن يعاتبه) (لي الله كم أرمي بطرفي ضلالة * إلى أفق مجد قد تهاوت كواكبه) (فما لي أرى الشهباء قد حال صبحها * علي دجى لا تستنير غياهبه) (أحقا حمى الغازي الغياث بن يوسف * أبيح وعادت خائبات مواكبه) (نعم كورت شمس المدائح وانطوت * سماء العلا والنجح ضاقت مذاهبه) (فمن مخبري عن ذلك الطود هل وهت * قواعده أم لان للخطب جانبه) (أجل ضعضعت بعد الثبات وزعزعت * بريح المنايا العاصفات مناكبه) (وغيض ذاك البحر من بعد ما طمت * وطمت لغيبان البلاد غواربه) (فشلت يمين الخطب أي مهند * برغم العلا سلت وفلت مضاربه) (لئن حبس الغيث الغياثي قطرة * فقد سحبت في كل قطر سحائبه) (فأنى يلذ العيش بعد ابن يوسف * أخو أمل أكدت عليه مطالبه) (فلا أدركت نيل المنى طالباته * ولا بركت في أرض يمن ركائبه)
(٧)