ولقد أبدع فيها كل الإبداع 149 وكان أفتكين المذكور مولى معز الدولة بن بويه فتغلب على دمشق وخرج على العزيز العبيدي صاحب مصر وقصده بنفسه والتقى جيشاهما وجرت مقتلة عظيمة بينهما وانكسر أفتكين وهرب وقطع عليه الطريق دغفل بن الجراح البدوي وحمله إلى العزيز وفي عنقه حبل فأطلقه وأحسن إليه وأقام يسيرا ومات سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة رحمه الله تعالى يوم الثلاثاء لسبع خلون من رجب وكانت لعضد الدولة أشعار فمن ذلك ما أورده له أبو منصور الثعالبي في كتاب يتيمة الدهر وقال اخترت من قصيدته التي فيها البيت الذي لم يفلح بعده أبياتا وهي:
(ليس شرب الراح إلا في المطر * وغناء من جوار في السحر) (غانيات سالبات للنهي * ناعمات في تضاعيف الوتر) (مبرزات الكأس من مطلعها * ساقيات الراح من فاق البشر) (عضد الدولة وابن ركنها * ملك الأملاك غلاب القدر) فيحكى عنه لما أحتضر لم يكن لسانه ينطق إلا بتلاوة * (ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه) * (الحاقة 28 - 29) ويقال إنه ما عاش بعد هذه الأبيات إلا قليلا وتوفي بعلة الصرع في يوم الاثنين ثامن شوال سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة ببغداد ودفن بدار الملك بها ثم نقل إلى الكوفة ودفن بمشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعمره سبع وأربعون سنة وأحد عشر شهرا وثلاثة أيام رحمه الله تعالى والبيمارستان العضدي ببغداد منسوب إليه وهو في الجانب الغربي وغرم عليه مالا عظيما وليس في الدنيا مثل ترتيبه وفرغ من بنائه سنة ثمان وستين