وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٤ - الصفحة ١٤٨
(فالرمح يقتل بعضه من غيره * والسيف يقتل كله من نفسه) وقد اخذ هذا المعنى من قول أبي الندى حسان بن نمير الكلبي المعروف بالعرقلة الدمشقي الشاعر المشهور وهو (إن كنت بالأسمر الزيتي مفتتنا * فسل عن الأبيض الفضي بلبالي) (إن كان في الرمح شبر قاتل أبدا * ففي المهند شبر غير قتال) ولما نظم شرف الدين بيتيه هذين قال بعض الأدباء لو قال إن بعض الرمح الذي يقتل به هو من جنس السيف كان أتم في المعنى فعمل بعض المتأدبين ولا اعلم هل هو شرف الدين نفسه أم غيره بيتين نبه فيهما على هذه الزيادة وهما (البيض أقتل مضربا * وبمهجتي منها الحسان) (والسمر إن قتلت فمن * بيض يصاغ لها السنان) ومن أشعاره التي يتغنى بها قوله (يا ليلة حتى الصباح سهرتها * قابلت فيها بدرها بأخيه) (سمح الزمان بها فكانت ليلة * عذب العتاب بها لمجتذبيه) (أحييتها وامتها عن حاسد * ما همه إلا الحديث يشيه) (ومعانقي حلو الشمائل أهيف * جمعت ملاحة كل شيء فيه) (يختال معتدلا فإن عبث الصبا * بقوامه متعرضا يثنيه) (نشوان تهجم بي عليه صبابتي * ويردني ورعي فأستحييه)
(١٤٨)
مفاتيح البحث: القتل (5)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»