وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٣ - الصفحة ٥٠
(ما الذي جئت تبتغي قلت ضيف * جاء يبغي القرى فأين النزول) (فأشارت بالرحب دونك فاعقرها * فما عندنا لضيف رحيل) (من أتانا ألقى عصا السير عنه * قلت من لي بها وأين السبيل) (فحططنا إلى منازل قوم * صرعتهم قبل المذاق الشمول) (درس الوجد منهم كل رسم * فهو رسم والقوم فيه حلول) (منهم من عفا ولم يبق للشكوى * ولا للدموع فيه مقيل) (ليس إلاا الأنفاس تخبر عنه * وهو عنها مبرأ معزول) (ومن القوم من يشير إلى وجد * تبقى عليه منه القليل) (ولكل رأيت منهم مقاما * شرحه في الكتاب مما يطول) (قلت أهل الهوى سلام عليكم * لي فؤاد عنكم بكم مشغول) (وجفون قد أقرحتها من الدمع * حثيثا إلى لقاكم سيول) (لم يزل حافز من الشوق يحدوني * إليكم والحادثات تحول) (واعتذاري ذنب فهل عند من * يعلم عذري في ترك عذري قبول) (جئت كي أصطلي فهل لي إلى ناركم * هذه الغداة سبيل) (فأجابت شواهد الحال عنهم * كل حد من دونها مفلول) (لا تروقنك الرياض الأنيقات * فمن دونها ربى ودحول) (كم أتاها قوم على غرة منها * وراموا أمرا فعز الوصول) (وقفوا شاخصين حتى إذا ما * لاح للوصول غرة وحجول) (وبدت راية الوفا بيد الوجد * ونادى أهل الحقائق جولوا) (أين من كان يدعينا فهذا اليوم * فيه صبغ الدعاوى يحول) (حملوا حملة الفحول ولا يصرع * يوم اللقاء إلا الفحول) (بذلوا أنفسا سخت حين شحت * بوصال واستصغر المبذول) (ثم غابوا من بعد ما اقتحموها * بين أمواجها وجاءت سيول) (قذفتهم إلى الرسوم فكل * دمه في طولها مطلول)
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»