332 الشيخ أبو محمد الجويني أبو محمد عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد حيويه الجويني الفقيه الشافعي والد إمام الحرمين وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى كان إماما في التفسير والفقه والأصول والعربية والأدب قرأ الأدب أولا على أبيه أبي يعقوب يوسف بجوين ثم قدم نيسابور واشتغل بالفقه على أبي الطيب سهل بن محمد الصعلوكي المقدم ذكره في حرف السين ثم انتقل إلى أبي بكر القفال المروزي المذكور قبله واشتغل عليه بمرو ولازمه واستفاد منه وانتفع به وأتقن عليه المذهب والخلاف وقرأ عليه طريقته وأحكمها فلما تخرج عليه عاد إلى نيسابور سنة سبع وأربعمائة وتصدر للتدريس والفتوى فتخرج عليه خلق كثير منهم ولده إمام الحرمين وكان مهيبا لا يجري بين يديه إلا الجد وصنف التفسير الكبير المشتمل على أنواع العلوم وصنف في الفقه التبصرة والتذكرة ومختصر المختصر والفرق والجمع والسلسلة وموقف الإمام والمأموم وغير ذلك من التعاليق وسمع الحديث الكثير وتوفي في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين كذا قال السمعاني في كتاب الذيل وقال في الأنساب في سنة أربع وثلاثين وأربعمائة بنيسابور والله أعلم وقال غيره وهو في سن الكهولة رحمه الله تعالى وقال الشيخ أبو صالح المؤذن مرض الشيخ أبو محمد الجويني سبعة عشر يوما وأوصاني أن أتولى غسله وتجهيزه فلما توفي غسلته فلما لففته في الكفن رأيت يده اليمنى إلى الأبط زهراء منيرة من غير سوء وهي تتلألأ تلألؤ القمر فتحيرت وقلت في
(٤٧)