وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٣ - الصفحة ٤٩
334 المرتضى ابن الشهرزوري أبو محمد عبد الله بن القاسم بن المظفر بن علي بن القاسم الشهرزوري المنعوت بالمرتضى والد القاضي كمال الدين وسيأتي ذكر ولده ووالده إن شاء الله تعالى كان أبو محمد المذكور مشهورا بالفضل والدين وكان مليح الوعظ مع الرشاقة والتجنيس وأقام ببغداد مدة يشتغل بالحديث والفقه ثم رجع إلى الموصل وتولى بها القضاء وروى الحديث وله شعر رائق فمن ذلك قصيدته التي على طريقة الصوفية ولقد أحسن فيها وهي (لمعت نارهم وقد عسعس الليل * ومل الحادي وحار الدليل) (فتأملتها وفكري من البين * عليل ولحظ عيني كليل) (وفؤادي ذاك الفؤاد المعنى * وغرامي ذاك الغرام الدخيل) (ثم قابلتها وقلت لصحبي * هذه النار نار ليلى فميلوا) (فرموا نحوها لحاظا صحيحات * فعادت خواسئا وهي حول) (ثم مالوا إلى الملام وقالوا * خلب ما رأيت أم تخييل) (فتجنبتهم وملت إليها * والهوى مركبي وشوقي الزميل) (ومعي صاحب أتى يقتفي الآثار * والحب شرطه التطفيل) (وهي تعلو ونحن ندنو إلى أن * حجزت دونها طلول محول) (فدنونا من الطلول فحالت * زفرات من دونها وغليل) (قلت من بالديار قالوا جريح * وأسير مكبل وقتيل)
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»