وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٣ - الصفحة ٣٢٩
أشد من الأول وقال من أمر بهذا فناوله التوقيع فرأى خطه فخط عليه وأراد أن يكتب يصلب فكتب يطلق وأخذ الوزير التوقيع وشرع في الكتابة إلى الوالي فرآه المنصور فأنكر أكثر من المرتين الأوليين فأراه خطه بالإطلاق فلما رآه عجب من ذلك وقال نعم يطلق على رغمي فمن أراد الله سبحانه إطلاقه لا أقدر أناعلى منعه 119 وكان لأبي محمد المذكور ولد نبيه سري فاضل يقال له أبو رافع الفضل ابن أبي محمد علي وكان في خدمة المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية وغيرها من بلاد الأندلس وكان المعتمد قد غضب على عمه أبي طالب عبد الجبار بن محمد بن إسماعيل بن عباد وهم بقتله لأمر رابه منه فاستحضر وزراءه وقال لهم من يعرف منكم في الخلفاء أو ملوك الطوائف من قتل عمه عندما هم بالقيام عليه فتقدم أبو رافع المذكور وقال ما نعرف أيدك الله إلا من عفا عن عمه بعد قيامه عليه وهو إبراهيم بن المهدي عم المأمون من بني العباس فقبله المعتمد بين عينيه وشكره ثم أحضر عمه وبسطه وأحسن إليه وقتل أبو رافع المذكور في وقعة الزلاقة مع مخدومه المعتمد في يوم الجمعة منتصف رجب سنة تسع وسبعين وأربعمائة وقد استوفيت خبر هذه الواقعة في ترجمة يوسف تاشفين فلينظر هناك وقد سبق ذكر إبراهيم بن المهدي في هذا الكتاب والله أعلم ولبلة بفتح اللامين وبينهما باء موحدة ساكنة وفي الأخير هاء ساكنة بلدة بالأندلس ومنت ليشم بفتح الميم وسكون النون وفتح التاء المثناة من فوقها وكسر
(٣٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 ... » »»