رضي الله عنه وكذا ذكرها الطرطوشي في أول سراج الملوك لابن أدهم ونقل أبو علي الغساني الجياني أن عبد الله بن المبارك المذكور سئل أيهما أفضل معاوية بن أبي سفيان أم عمر بن عبد العزيز فقال والله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمر بألف مرة صلى معاوية خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سمع الله لمن حمده فقال معاوية ربنا ولك الحمد فما بعد هذا ووقفت في كتاب النصوص على مراتب أهل الخصوص عن أشعث بن شعبة المصيصي قال قدم هارون الرشيد الرقة فانجفل الناس خلف عبد الله بن المبارك وتقطعت النعال وارتفعت الغبرة فأشرفت أم ولد أمير المؤمنين من برج الخشب فلما رأت الناس قالت ما هذا قالوا عالم أهل خراسان قدم الرقة يقال له عبد الله بن المبارك فقالت هذا والله الملك لا ملك هارون الذي لا يجمع الناس إلا بشرط وأعوان وكان لعبد الله شعر فمن ذلك قوله (قد يفتح المرء حانوتا لمتجره * وقد فتحت لك الحانوت بالدين) (بين الأساطين حانوت بلا غلق * تبتاع بالدين أموال المساكين) (صيرت دينك شاهينا تصيد به * وليس يفلح أصحاب الشواهين) وكان إذا خرج إلى مكة حرسها الله تعالى يقول (بعض الحياة وخوف الله أخرجني * وبيع نفسي لما ليست له ثمنا)
(٣٣)