ومن شعره أيضا وذكر الثعالبي في كتابه الذي جعله ذيلا على يتيمة الدهر هذه الأبيات لأبي الفرج ابن أبي حصين علي بن عبد الملك الرقي أصلا وكان أبوه قاضي حلب والله أعلم ولكنها في ديوان عبد المحسن والثعالبي قد نسب أشياء إلى غير أربابها وغلط فيها ولعل هذا من جملة الغلط أيضا وذكر في ديوانه أنه عملها في أخيه عبد الصمد وهي (وأخ مسه نزولي بقرح * مثلما مسني من الجوع قرح) (بت ضيفا له كما حكم الدهر * وفي حكمه على الحر قبح) (فابتدأني يقول وهو من السكرة * بالهم طافح ليس يصحو) (لم تغربت قلت قال رسول الله * والقول منه نصح ونجح) (سافروا تغنموا فقال وقد قال * تمام الحديث صوموا تصحوا) وذكر له صاحب اليتيمة هذين البيتين (عندي حدائق شكر غرس جودكم * قد مسها عطش فليسق من غرسا) (تداركوها وفي أغصانها رمق * فلن يعود اخضرار العود إن يبسا) واجتاز يوما بقبر صديق له فأنشد (عجبا لي وقد مررت على قبرك * كيف اهتديت قصد الطريق) (أتراني نسيت عهدك يوما * صدقوا ما لميت من صديق) ولما ماتت أمه ودفنها وجد عليها وجدا كثيرا فأنشد (رهينة أحجار ببيداء دكدك * تولت فحلت عروة المتمسك) (وقد كنت أبكي إن تشكت وإنما * أنا اليوم أبكي أنها ليس تشتكي) وهذا المعنى مأخوذ من قول المتنبي (وشكيتي فقد السقام لأنه * قد كان لما كان لي أعضاء) وقد استعمل أبو محمد عبد الله بن محمد المعروف بابن سنان الخفاجي الحلبي
(٢٣٤)