وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٣ - الصفحة ٢٣٣
(ثم استقلت أين حلت * عيسها رميت بأين) (ونوائب أظهرن أيامي * إلي بصورتين) (سودنها وأطلنها * فرأيت يوما ليلتين) ومنها (هل بعد ذلك من يعرفني * النضار من اللجين) (فلقد جهلتهما لبعد * العهد بينهما وبيني) (متكسبا بالشعر يا * بئس الصناعة في اليدين) (كانت كذلك قبل أن * يأتي علي بن الحسين) (فاليوم حال الشعر ثالثة * لحال الشعريين) (أغنى وأعفى مدحه العافين * عن كذب ومين) وهذه القصيدة عملها عبد المحسن في علي بن الحسين والد الوزير أبي القاسم ابن المغربي وهي قصيدة طويلة جيدة ولها حكاية ظريفة وهي أنه كان بمدينة عسقلان رئيس يقال له ذو المنقبتين فجاءه بعض الشعراء وامتدحه بهذه القصيدة وجاء في مديحها (ولك المناقب كلها * فلم اقتصرت على اثنتين) فأصغى الرئيس إلى إنشاده واستحسنها وأجزل جائزته فلما خرج من عنده قال له بعض الحاضرين هذه القصيدة لعبد المحسن فقال أعلم هذا وأحفظ القصيدة ثم أنشدها فقال له ذلك الرجل فكيف حتى عملت معه هذا العمل من الإقبال عليه والجائزة السنية فقال لم أفعل ذلك إلا لأجل البيت الذي ضمنها وهو قوله (ولك المناقب كلها *) فإن هذا البيت ليس لعبد المحسن وأنا ذو المنقبتين فأعلم قطعا أن هذا البيت ما عمل إلا في وهو في نهاية الحسن
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»