وبايعوه فسار إلى القصر وقبض على الحافظ المذكور واستقل بالأمر وقام به أحسن قيام ورد على المصادرين أموالهم وأظهر مذهب الإمامية وتمسك بالأئمة الاثني عشر ورفض الحافظ وأهل بيته ودعا على المنابر للقائم في آخر الزمان المعروف بالإمام المنتظر على زعمهم وكتب اسمه على السكة ونهى أن يؤذن حي على خير العمل وأقام كذلك إلى أن وثب عليه رجل من الخاصة بالبستان الكبير بظاهر القاهرة في النصف من المحرم سنة ست وعشرين وخمسمائة فقتله وكان ذلك بتدبير الحافظ فبادر الأجناد بإخراج الحافظ وبايعوه ولقبوه الحافظ ودعي له على المنابر وكان مولده بعسقلان في المحرم من سنة سبع وستين وأربعمائة وقيل سنة ست وستين وكان قد بويع بالعهد يوم قتل الآمر وسيأتي تاريخه في ترجمته في حرف الميم إن شاء الله تعالى ثم بويع بالاستقلال يوم قتل أحمد بن الأفضل في التاريخ المذكور وتوفي آخر ليلة الأحد لخمس خلون من جمادى الآخرة سنة أربع وقيل ثلاث وأربعين وخمسمائة رحمه الله تعالى وقيل إنه ولد في الثالث عشر وقيل الخامس عشر من شهر رمضان سنة ثمان وستن وأربعمائة وكان سبب ولادته بعسقلان أن أباه خرج إليها من مصر في أيام الشدة والغلاء المفرط الذي حصل بمصر في زمان جده المستنصر حسبما هو مشروح في ترجمته في حرف الميم فأقام بها ينتظر أيام الرخاء وزوال الشدة فولد له الحافظ المذكور هناك هكذا قاله شيخنا عز الدين بن الأثير في تاريخه الكبير والله أعلم ولم يتول الأمر من ليس أبوه صاحب الأمر من بيتهم سواه وسوى العاضد عبد الله وقد تقدم ذكره في العبادلة وكان سبب توليته أن الآمر لم يخلف ولدا وخلف امرأة حاملا فماج أهل مصر وقالوا هذا البيت لا يموت إمام
(٢٣٦)