وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٣ - الصفحة ٢٠٢
(كملت محاسن وجهه فكأنما اقتبس * الهلال النور من أنواره) (وإذا ألح القلب في هجرانه * قال الهوى لا بد منه فداره) وله في التشبيه وقد أبدع فيه (وكأنما نقشت حوافر خيله * للناظرين أهلة في الجلمد) (وكأن طرف الشمس مطروف وقد * جعل الغبار له مكان الإثمد) وله في سعيد الدولة بن سيف الدولة بن حمدان (لا غيث نعماه في الورى خلب البرق * ولا ورد جوده وشل) (جاد إلى أن لم يبق نائله * مالا ولم يبق للورى أمل) وقد سبق نظير هذا المعنى في شعر أبي نصر ابن نباتة السعدي وأكثر شعر أبي الفرج المذكور جيد ومقاصده فيه جميلة وكان قد خدم سيف الدولة ابن حمدان مدة وبعد وفاته تنقل في البلاد وتوفي يوم السبت سلخ شعبان سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة وقال الخطيب في تاريخه توفي في ليلة السبت لثلاث بقين من شعبان سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة والله أعلم رحمه الله تعالى وقال الثعالبي وسمعت الأمير أبا الفضل الميكالي يقول عند صدوره من الحج ودخوله بغداد في سنة تسعين وثلاثمائة رأيت بها أبا الفرج الببغاء شيخا عالي السن متطاول الأمد قد أخذت الأيام من جسمه وقوته ولم تأخذ من ظرفه وأدبه والببغاء بفتح الباء الأولى وتشديد الباء الثانية وفتح الغين المعجمة وبعدها ألف وهو لقب وإنما لقب به لحسن فصاحته وقيل للثغة كانت في لسانه ووجد بخط أبي الفتح ابن جني النحوي الففغاء بفاءين والله أعلم بالصواب
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»