وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٣ - الصفحة ٢٠٠
الثناء عليه وذكر جملة من رسائله ونظمه وما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابي وأشياء يطول شرحها واتفق أن أبا الفرج قدم مرة بغداد وأبو إسحاق معتقل مدة طويلة ولم يصبر عنه وزاره في مجلسه ثم انصرف ولم يعاوده فكتب إليه أبو إسحاق (أبا الفرج اسلم وابق وانعم ولا تزل * يزيدك صرف الدهر حظا إذا نقص) (مضى زمن تستام وصلي غاليا * فأرخصته والبيع غال ومرتخص) (وأنستني في مجلسي بزيارة * شفت كبدا من صاحب لك قد خلص) (ولكنها كانت كحسوة طائر * فواقا كما يستفرص السارق الفرص) (وأحسبك استوحشت من ضيق محبسي * وأوجست خوفا من تذكرك القفص) (كذا الكرز اللماح ينجو بنفسه * إذا عاين الأشراك تنصب للقنص) (فحوشيت يا قس الطيور بلاغة * إذا أنشد المنظوم أو درس القصص) (من المنسر الأشغى ومن حدة المدى * ومن بندق الرامي ومن قصة المقص) (فهذي دواهي الطير وقيت شرها * إذ الدهر من أحداثه جرع الغصص) فأجابه أبو الفرج في الحال مع رسوله (أيا ماجدا مذ يمم المجد ما نكص * وبدر تمام مذ تكامل ما نقص) (ستخلص من هذا السرار وأيما * هلال توارى بالسرار فما خلص) (برأفة تاج الملة الملك الذي * لسؤدده في خطة المشتري حصص) (تقنصت بالألطاف شكري ولم أكن * علمت بأن الحر بالبر يقتنص) (وصادفت أدنى فرصة فانتهزتها * بلقياك إذ بالحزم تنتهز الفرص) (أتتني القوافي الزاهرات تجمل البدائع * من مستحسن الجد والرخص) (فقابلت زهر الروض منها ولم أرد * وأحرزت در البحر منها ولم أغص)
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»