وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٣ - الصفحة ١٧١
السجستاني وأبو الفضل الرياشي وغيرهم وهو من أهل البصرة وقدم بغداد في أيام هارون الرشيد قيل لأبي نواس قد أحضر أبو عبيدة والأصمعي إلى الرشيد فقال أما أبو عبيدة فإنهم إن أمكنوه قرأ عليهم أخبار الأولين والآخرين وأما الأصمعي فبلبل يطربهم بنغماته وقال عمر بن شبة سمعت الأصمعي يقول أحفظ ستة عشرة ألف أرجوزة وقال إسحاق الموصلي لم أر الأصمعي يدعي شيئا من العلم فيكون أحد أعلم به منه وحكى محمد بن هبيرة قال قال الأصمعي للكسائي وهما عند الرشيد ما معنى قول الراعي (قتلوا ابن عفان الخليفة محرما * ودعا فلم أر مثله مخذولا) قال الكسائي كان محرما بالحج قال الأصمعي ما أراد عدي بن زيد بقوله (قتلوا كسرى بليل محرما * فتولى لم يمتع بكفن) هل كان محرما بالحج وأي إحرام لكسرى فقال الرشيد للكسائي إذا جاء الشعر فإياك والأصمعي قال الأصمعي قوله محرما في حرمة الإسلام ومن ثم قتل مسلما محرما أي لم يحل في نفسه شيئا يوجب القتل وقوله محرما في كسرى يعنى حرمة العهد الذي كان في عنق أصحابه وقال
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»