إليك قد نظر الأمير فيما نظر فيه من الرقاع وأنا أعيد ما فيها وما وقع به الأمير على رقعة رقعة قال فأمر وأحضرت الرقاع فقال الأصمعي سأل صاحب الرقعة الأولى كذا واسمه كذا فوقع له بكذا والرقعة الثانية والثالثة حتى مر في نيف وأربعين رقعة فالتفت إليه نصر بن علي فقال أيها الرجل أبق على نفسك من العين فكف الأصمعي وحكي عن عباس بن الفرج قال ركب الأصمعي حمارا دميما فقيل له بعد براذين الخلفاء تركب هذا فقال متمثلا (ولما أبت إلا انصراما لودها * وتكديرها الشرب الذي كان صافيا) (شربنا برنق من هواها مكدر * وليس يعاف الرنق من كان صاديا) هذا وأملك ديني أحب إلي من ذاك مع فقده وقال الأصمعي ذكرت يوما للرشيد نهم سليمان بن عبد الملك وقلت إنه كان يجلس ويحضر بين يديه الخراف المشوية وهي كما أخرجت من تنانيرها فيريد أخذ كلاها فتمنعه الحرارة فيجعل يده على طرف جبته ويدخلها في جوف الخروف فيأخذ كلاه فقال لي قاتلك الله ما أعلمك بأخبارهم اعلم أنه عرضت علي ذخائر بني أمية فنظرت إلى ثياب مذهبة ثمينة وأكمامها ودكة بالدهن فلم أدر ما ذلك حتى حدثتني بالحديث ثم قال علي بثياب سليمان فأتي بها فنظر إلى تلك الآثار فيها ظاهرة فكساني منها حلة وكان الأصمعي ربما خرج فيها أحيانا فيقول هذه جبة سليمان التي كسانيها الرشيد وحكي عنه قال رأيت بعض الأعراب يفلي ثيابه فيقتل البراغيث ويدع القمل فقلت يا أعرابي ولم تصنع هذا فقال أقتل الفرسان ثم أعطف على الرجالة وكان جده علي بن أصمع سرق بسفوان فأتوا به علي بن أبي طالب
(١٧٤)