المعز بن المنصور وهو الذي سير القائد جوهرا وملك الديار المصرية وبنى القاهرة واستمرت دولتهم حتى انقرضت على يد السلطان صلاح الدين رحمه الله تعالى وقد تقدم ذكر جماعة من حفدته وسيأتي ذكر باقيهم إن شاء الله تعالى ولأجل نسبتهم إليه يقال لهم العبيديون هكذا ينسب إلى عبيد الله وكانت ولادته في سنة تسع وخمسين وقيل سنة ستين ومائتين وقيل ست وستين ومائتين بمدينة سلمية وقيل بالكوفة ودعي له بالخلافة على منابر رقادة والقيروان يوم الجمعة لتسع بقين من شهر ربيع الآخر سنة سبع وتسعين ومائتين بعد رجوعه من سجلماسة وقد جرى له بها ما جرى وكان ظهوره بسجلماسة يوم الأحد لسبع خلون من ذي الحجة سنة ست وتسعين ومائتين وخرجت بلاد المغرب عن ولاية بني العباس وتوفي ليلة الثلاثاء منتصف شهر ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة بالمهدية رحمه الله تعالى وسلمية بفتح السين المهملة واللام وكسر الميم وتشديد الياء المثناة من تحتها وتخفيفها أيضا مع سكون الميم وهي بليدة بالشام من أعمال حمص ورقادة بفتح الراء وتشديد القاف وبعد الألف دال مهملة ثم هاء ساكنة بلدة بإفريقية وقد تقدم ذكرها في ترجمة أبي عبد الله الحسين بن أحمد المعروف بالشيعي وكان قد بناها إبراهيم بن أحمد بن محمد بن الأغلب جد زيادة الله بن الأغلب المذكور في ترجمة الشيعي أيضا وكان شروعه أيضا في بنائها في سنة ثلاث وستين ومائتين وفرغ منها في سنة أربع وستين ومائتين وانتقل إليها لما فرغت والقيروان وسجلماسة قد تقدم الكلام عليهما في مواضعهما
(١١٩)