304 صالح المري أبو بشير صالح بن بشير القارئ المعروف بالمري من أهل البصرة حدث عن الحسن ومحمد بن سيرين وبكر بن عبد الله وغيرهم روى عنه شجاع بن أبي نصر البلخي وسريج بن النعمان الجوهري وعفان بن مسلم وغيرهم كان عبدا صالحا وكان المهدي قد بعث إليه فأقدمه عليه قال صالح المري دخلت على المهدي بالرصافة فلما مثلت بين يديه قلت يا أمير المؤمنين احمل لله ما أكلمك به اليوم فإن أولى الناس بالله أحملهم لغلظة النصيحة فيه وجدير بمن له قرابة برسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرث أخلاقه ويأتم بهديه وقد ورثك الله من فهم العلم وإنارة الحجة ميراثا قطع به عذرك فمهما ادعيت من حجة أو ركبت من شبهة لم يصح لك فيهما برهان من الله حل بك من سخط الله بقدر ما تجاهلته من العلم أو أقدمت عليه من شبهة الباطل واعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خصم من خالف في أمته يبتزها أحكامها ومن كان محمد صلى الله عليه وسلم خصمه كان الله خصمه فأعد لمخاصمة الله ومخاصمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حججا تضمن لك النجاة أو استسلم للهلكة واعلم أن أبطأ الصرعى نهضة صريع هوى وأن أثبت الناس قدما يوم القيامة آخذهم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فمثلك لا يكابر بتجديد المعصية ولكن تمثل له الإساءة إحسانا ويشهد له
(٤٩٤)