وطلبوه ومنوه ودخلوا في مرضاته لأن ينجدهم فمضى إليهم وطرد الفرنج عنهم وكان وصوله إلى مصر في شهر ربيع الأول من السنة المذكورة وعزم شاور على قتله وقتل الأمراء الكبار الذين معه فبادروه وقتلوه كما تقدم في ترجمته وتولى أسد الدين الوزارة يوم الأربعاء سابع عشر شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين وخمسمائة وأقام بها شهرين وخمسة أيام ثم توفي فجأة يوم السبت الثاني والعشرين وقال الروحي يوم الأحد الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة أربع وستين وخمسمائة بالقاهرة ودفن بها ثم نقل إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد مدة بوصية منه رحمه الله تعالى وتولى مكانه صلاح الدين وقال ابن شداد في سيرة صلاح الدين إن أسد الدين كان كثير الاكل شديد المواظبة على تناول اللحوم الغليظة تتواتر عليه التخم والخوانيق وينجو منها بعد مقاساة شدة عظيمة فأخذه مرض شديد واعتراه خانوق عظيم فقتله في التاريخ المذكور ولم يخلف ولدا سوى ناصر الدين محمد بن شيركوه الملقب الملك القاهر 58 ولما مات أسد الدين أخذ نور الدين حمص منهم في رجب سنة أربع وستين وخمسمائة فلما ملك صلاح الدين الشام أعطى حمص لناصر الدين المذكور ولم يزل ملكها حتى توفي يوم عرفة سنة إحدى وثمانين وخمسمائة ونقلته زوجته بنت عمه ست الشام بنت أيوب إلى تربتها بمدرستها بدمشق ظاهر البلد ودفنته عند أخيها شمس الدولة توران شاه بن أيوب المقدم ذكره 59 وملك حمص بعده ولده أسد الدين شيركوه ومولده في سنة تسع وستين وخمسمائة وتوفي يوم الثلاثاء تاسع عشر شهر رجب سنة سبع وثلاثين وستمائة بحمص ودفن في تربته داخل البلد وكانت له أيضا الرحبة وتدمر
(٤٨٠)