فقال الحجاج يا ليلى ما رابه من سفورك قالت أيها الأمير كان يلم بي كثيرا فأرسل إلي آتيك ففطن الحي به فترصدوا له فلما أتاني سفرت فعلم أن ذلك لشر فلم يزد على التسليم والرجوع فقال لله درك هل رأيت منه شيئا تكرهينه قالت لا والذي أسأله أن يصلحك غير أنه قال لي مرة قولا ظننت أنه قد خضع لبعض الأمر فأنشأت أقول (وذي حاجة قلنا له لا تبح بها * فليس إليها ما حييت سبيل) (لنا صاحب لا ينبغي أن نخونه * وأنت لأخرى صاحب وخليل) لا والله الذي أسأله أن يصلحك ما رأيت منه شيئا حتى فرق الموت بيننا قال ثم مه قالت ثم لم يلبث أن خرج في غزاة فأوصى ابن عمه إذا أتيت الحاضر من بني عبادة فناد بأعلى صوتك (عفا الله عنها هل أبيتن ليلة * من الدهر لا يسري إلي خيالها) فخرجت وأنا أقول (وعنه عفا ربي وأحسن حاله * فعز علينا حاجة لا ينالها) قال ثم مه قالت ثم لم يلبث يقال إن مات فأتى ناعيه قال فأنشدينا بعض مراثيك فيه فأنشدته (لتبك العذارى من خفاجة نسوة * بماء شؤون العبرة المتحدر) قال فأنشدينا قولك فيه (كأن فتى الفتيان توبة لم ينخ * قلائص يفحصن الحصى بالكراكر) فأنشدته فلما فرغت من القصيدة قال محصن الفقعسي وكان من جلساء الحجاج من هذا الذي يقال هذا فيه فوالله إني لأظنها كاذبة فنظرت إليه ثم قالت والله أيها الأمير إن هذا القائل لو رأى توبة لسره ألا يكون في داره عذراء إلا وهي حامل منه فقال الحجاج هذا وأبيك الجواب وقد
(٤٩)