وكتب عليها قد بنيناها في ستة أشهر قل لمن يأتي بعدنا يهدمها في ستمائة سنة والهدم أيسر من البنيان وكسوناها الديباج الملون فليكسها حصرا والحصر أهون من الديباج وبالجملة فالأمر فيها عجيب جدا والله أعلم 235 الربيع بن يونس أبو الفضل الربيع بن يونس بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة واسمه كيسان مولى الحارث الحفار مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه كان الربيع المذكور حاجب أبي جعفر المنصور ثم وزر له بعد أبي أيوب المورياني الآتي ذكره في حرف السين إن شاء الله تعالى وكان كثير الميل إليه حسن الاعتماد عليه قال له يوما يا ربيع سل حاجتك قال حاجتي يا أمير المؤمنين أن تحب الفضل ابني فقال له ويحك إن المحبة تقع بأسباب فقال له قد أمكنك الله من إيقاع سببها قال وما ذاك قال تفضل عليه فإنك إذا فعلت ذلك أحبك وإذا أحبك أحببته قال قد والله حببته إلي قبل إيقاع السبب ولكن كيف اخترت له المحبة دون كل شيء قال لأنك إذا أحببته كبر عندك صغير إحسانه وصغر عندك كبير إساءته وكانت ذنوبه كذنوب الصبيان وحاجته إليك حاجة الشفيع العريان أشار بقوله الشفيع العريان إلى قول الفرزدق الشاعر (ليس الشفيع الذي يأتيك متزرا * مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا)
(٢٩٤)