إليه فإذا في الرقعة خمسمائة ألف درهم فقال والله ما أردت إلا خمسين ألف درهم ولكن جرت بخمسمائة ألف درهم لا أنقص والله منها درهما واحدا ولو لم يكن في بيت المال غيرها احملوها معه فما كان إلا قليل حتى كثرت إبله وشاؤه وصار منزلا من المنازل ينزله الناس ممن أراد الحج وسمي منزل مضيف أمير المؤمنين المهدي وقال أبان بن صدقة كنت أخلف الربيع على كتبه للمنصور فدخلت يوما وعلي خز أسود جديد والمنصور في قباء خز خلق فجعل ينظر إلي فضاقت علي الدنيا وخرج الربيع فقلت إني أخطأت خطأ عظيما وعرفته الخبر فقال ما ذاك إلا لخير فلا يحزنك فلما كان من غد دخلت في قباء خز خلق فقال لي المنصور أما عندك أحسن من هذا تلبسه أمام المنصور قلت بلى ولكن رأيت أمير المؤمنين لبس قباء خلقا وكان علي قباء جديد فضاقت علي الأرض إذ لبست أفضل من لباسه فقال لا تفعل البس خير ما عندك في خدمتي ليتبين الناس إحساني إليك ولا تلبس مثل هذا فيظن بي إساءة إليك فإن الناس يعلمون أني أقدر على أشرف اللباس وإن لم ألبس وأنت فلا يظن ذلك بك قال فعلمت أن الربيع أعقل الناس وأعلمهم بأخبار أمير المؤمنين وكانت وفاة الربيع في أول سنة سبعين ومائة وقال الطبري مات الربيع في سنة تسع وستين ومائة وقيل إن الهادي سمه وقيل مرض ثمانية أيام ومات والله أعلم رحمه الله تعالى وإنما قيل لجده أبو فروة لأنه أدخل المدينة وعليه فروة فاشتراه عثمان رضي الله عنه وأعتقه وجعل يحفر القبور وكان من سبي جبل الخليل صلى الله عليه وسلم وسيأتي ذكر ولده الفضل إن شاء الله تعالى وقطيعة الربيع منسوبة إليه وهي محلة كبيرة مشهورة ببغداد وإنما قيل لها قطيعة الربيع لأن المنصور أقطعه إياها
(٢٩٩)