وقد كانوا خافوا منه ولا قبل عليه لفضله فاعتدوا قتله بهذه الحجة وكانت هذه الواقعة سنة ثلاث عشرة وخمسمائة وقيل إنه قتل سنة أربع عشرة وقيل ثماني عشرة وقد جاوز ستين سنة وفي شعره ما يدل على أنه بلغ سبعا وخمسين سنة لأنه قال وقد جاءه مولود (هذا الصغير الذي وافى على كبري * أقر عيني ولكن زاد في فكري) (سبع وخمسون لو مرت على حجر * لبان تأثيرها في صفحة الحجر) والله تعالى أعلم بما عاش بعد ذلك رحمه الله تعالى وقتل الكمال السميرمي الوزير المذكور يوم الثلاثاء سلخ صفر سنة ست عشرة وخمسمائة في السوق ببغداد عند المدرسة النظامية وقيل قتله عبد أسود كان للطغرائي المذكور لأنه قتل أستاذه والطغرائي بضم الطااء المهملة وسكون الغين المعجمة وفتح الراء وبعدها ألف مقصورة هذه النسبة إلى من يكتب الطغرى وهي الطرة التي تكتب في أعلى الكتب فوق البسملة بالقلم الغليظ ومضمونها نعوت الملك الذي صدر الكتاب عنه وهي لفظة أعجمية والسميرمي بضم السين المهملة وفتح الميم وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها راء ثم ميم هذه النسبة إلى سميرم وهي بلدة بين أصبهان وشيراز وهي آخر حدود أصبهان
(١٩٠)