199 أبو عبد الله الشيعي أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن زكريا المعروف بالشيعي القائم بدعوة عبيد الله المهدي جد ملوك مصر وقصته في القيام بالغرب مشهورة وله بذلك سيرة مسطورة وسيأتي في حرف العين عند ذكر المهدي عبيد الله طرف من أخباره إن شاء الله تعالى وأبو عبد الله المذكور من أهل صنعاء اليمن وكان من الرجال الدهاة الخبيرين بما يصنعون فإنه دخل أفريقية وحيدا بلا مال ولا رجال ولم يزل يسعى إلى أن ملكها وهرب ملكها أبو مضر زيادة الله آخر ملوك بني الأغلب منه إلى بلاد المشرق وهلك هناك وحديثه يطول ولما مهد القواعد للمهدي ووطد له البلاد وأقبل المهدي من المشرق وعجز عن الوصول إلى أبي عبد الله المذكور وتوجه إلى سجلماسة وأحس به صاحبها اليسع آخر ملوك بني مدرار فأمسكه واعتقله ومضى إليه أبو عبد الله وأخرجه من الاعتقال وفوض إليه أمر المملكة اجتمع به أخوه أبو العباس أحمد وكان هو الأكبر أعني أحمد وندمه على ما فعل وقال له تكون أنت صاحب البلاد والمستقل بأمورها وتسلمها إلى غيرك وتبقى من جملة الأتباع وكرر عليه القول فندم أبو عبد الله على ما صنع وأضمر الغدر واستشعر منهما المهدي فدس عليهما من قتلهما في ساعة واحدة وذلك في منتصف جمادي الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائتين بمدينة رقادة بين القصرين رحمهما الله تعالى
(١٩٢)