وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٢ - الصفحة ٢٥
(إن الرياح إذا ما أعصفت قصفت * عيدان نجد ولم يعبأن بالرتم) (بنات نعش ونعش لا كسوف لها * والشمس والبدر منها الدهر في الرقم) (فليهنك الأجر والنعمى التي سبغت * حتى جلت صدآ الصمصامة الخذم) (قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت * ويبتلي الله بعض القوم بالنعم) قال محمد بن هبيرة النحوي حجب أبو تمام عن إسحاق بن إبراهيم المصعبي فقال:
(يا أيها الملك المرجو نائله * وجوده لمراعي جوده كثب) (ليس الحجاب بمقص عنك آمله * إن السماء ترجى حين تحتجب) وقيل لأبي تمام قد هجاك مخلد الموصلي فلو هجوته قال الهجاء يرفع منه إذ ليس هو شاعرا لم يكن من الموصل يعني يقال إن الموصل لا يخرج منها شاعر وكان مخلد قد هجاه بقوله (يا نبي الله في الشعر * ويا عيسى بن مريم) (أنت من أشعر خلق الله * ما لم تتكلم) وكان لأبي تمام حبسة إذا تكلم قرأت في كتاب المستنير أن أبا تمام والخثعمي اجتمعا في مجلس أنس فقام أبو تمام إلى الخلاء فقال له الخثعمي ندخلك قال نعم وأخرجك فتعجب الحاضرون من هذا الابتداء البديع والجواب العجيب وكان لأبي تمام صديق قليل البضاعة في الشرب يسكر من قدحين فكتب إليه يوما يدعوه إن رأيت أن تنام عندنا فافعل ودخل على جعفر بن سليمان يعزيه بأخيه محمد بن سليمان وقد كان جزع عليه جزعا عظيما فقال جعفر حين رآه إن يكن عند أحد فرج فعند حبيب
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»