(فأما الذي هانت بضائع بيعه * فيوشك أن تبقى عليه بضايعه) فأجابه أبو تمام (أبا جعفر إن كنت أصبحت تاجرا * أساهل في بيعي له من أبايعه) (فقد كنت قبلي شاعرا تاجرا به * تساهل من عادت عليك منافعه) قال الصولي لما كلم خالد بن يزيد ابن أبي دواد في أمر أبي تمام قال أبو تمام يشكره (لأشكرنك إن لم أوت من أجلي * شكرا يوافيك عني آخر الأبد) (وإن توردت من بحر البحور ندى * فلم أنل منه إلا غرفة بيدي) قال محمد بن يزيد النحوي خرج أبو تمام إلى خالد بن يزيد وهو بأرمينية فامتدحه فأمر له بعشرة آلاف درهم ونفقة لسفره وأمره أن لا يقيم إن كان عازما على الخروج فودعه ومضت عليه أيام فركب يزيد ليتصيد فرآه تحت شجرة وقدامه زكرة فيها نبيذ وغلام بيده طنبور فقال حبيب قال خادمك وعبدك فقال له ما فعل المال فقال (علمني جودك السماح فما * أبقيت شيئا لدي من صلتك) (ما مر شهر حتى سمحت به * كأن لي قدرة كمقدرتك) (تنفق في اليوم بالهبات وفي * الساعة ما تجتبيه في سنتك) (فلست أدري من أين تنفق لولا * أن ربي يمد في هبتك) فأمر له بعشرة آلاف درهم أخرى فأخذها وانصرف ولأبي تمام وقد اعتل الياس صاحب عبد الله بن طاهر (فإن يكن وصب قاسيت سورته * فالورد حلف لليث الغابة الأضم)
(٢٤)