(متى سهرت عيني لغيرك أو بكت * فلا بلغت ما أملت وتمنت) (وإن أضمرت نفسي سواك فلا رعت * بأرض المنى من وجنتيك وجنت) وشرح حاله فيه طول وفيما ذكرناه كفاية والحلاج بفتح الحاء المهملة وتشديد اللام وبعدها ألف ثم جيم وإنما لقب بذلك لأنه جلس على حانوت حلاج واستقضاه شغلا فقال الحلاج أنا مشتغل بالحلج فقال له أمض في شغلي حتى أحلج عنك فمضى الحلاج وتركه فلما عاد رأى قطنه جميعه محلوجا وقيل إنه كان يتكلم قبل أن ينسب إليه على الأسرار ويخبر عنها فسمي بذلك حلاج الأسرار والبيضاء بفتح الباء الموحدة وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح الضاد المعجمة وبعدها همزة ممدودة قلت وبعد الفراغ من هذه الترجمة وجدت في كتاب الشامل في أصول الدين تصنيف الشيخ العلامة إمام الحرمين أبي المعالي عبد الملك ابن الشيخ أبي محمد الجويني رحمهما الله تعالى الآتي ذكره إن شاء الله تعالى فضلا ينبغي ذكره ههنا والتنبيه على الوهم الذي وقع فيه فإنه قال وقد ذكر طائفة من الأثبات الثقات إن هؤلاء الثلاثة تواصوا على قلب الدولة والتعرض لإفساد المملكة واستعطاف القلوب واستمالتها وارتاد كل واحد منهم قطرا أما الجنابي فأكناف الأحساء وابن المقفع توغل في أطراف بلاد الترك وارتاد الحلاج قطر بغداد فحكم عليه صاحباه بالهلكة والقصور عن درك الأمنية لبعد أهل العراق عن الانخداع هذا آخر كلام إمام الحرمين رحمه الله قلت وهذا كلام لا يستقيم عند أرباب التواريخ لعدم اجتماع الثلاثة المذكورين في وقت واحد اما الحلاج والجنابي فيمكن اجتماعهما لأنهما كانا في عصر واحد ولكن لا أعلم هل اجتمعا أم لا والمراد بالجنابي هو أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الحسن بن بهرام القرمطي رئيس القرامطة
(١٤٦)