(ولو لم تطعه بنات القلوب * لما قبل الله أعمالها) فقال لي بشار انظر ويحك يا أشجع هل طار الخليفة عن عرشه قال أشجع فوالله ما انصرف أحد عن هذا المجلس بجائزة غير أبي العتاهية وله في الزهد أشعار كثيرة وهو من مقدمي المولدين في طبقة بشار وأبي نواس وتلك الطائفة وشعره كثير وكانت ولادته في سنة ثلاثين ومائة وتوفي يوم الاثنين لثمان أو ثلاث خلون من جمادي الآخرة سنة إحدى عشرة وقيل ثلاث عشرة ومائتين ببغداد وقبره علي نهر عيسى قبالة قنطرة الزياتين رحمه الله تعالى ولما حضرته الوفاة قال أشتهي أن يجيء مخارق المغنى ويغني عند رأسي والبيتان له من جملة أبيات (إذا ما انقضت عني من الدهر مدتي * فإن عزاء الباكيات قليل) (سيعرض عن ذكري وتنسى مودتي * ويحدث بعدي للخليل خليل) وأوصى أن يكتب على قبره هذا البيت (إن عيشا يكون آخره الموت * لعيش معجل التنغيص) ويحكى أنه لقي يوما أبا نواس فقال له كم تعمل في يومك من الشعر فقال له البيت والبيتين فقال أبو العتاهية لكنني أعمل المائة والمائتين في اليوم فقال أبو نواس لأنك تعمل مثل قولك (يا عتب مالي ولك * يا ليتني لم أرك)
(٢٢٢)