وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ١ - الصفحة ٢٢٠
وكتب مرة إلى المهدي وعرض بطلبها منه (نفسي بشيء من الدنيا معلقة * الله والقائم المهدي يكفيها) (إني لأيأس منها ثم يطمعني * فيها احتقارك للدنيا وما فيها) وقال أبو العباس المبرد في كتاب الكامل إن أبا العتاهية كان قد استأذن في أن يطلق له أن يهدي إلى أمير المؤمنين في النيروز والمهرجان فأهدى له في أحدهما برنية ضخمة فيها ثوب ناعم مطيب قد كتب على حواشيه هذين البيتين المقدم ذكرهما فهم بدفع عتبة إليه فجزعت وقالت يا أمير المؤمنين حرمتي وخدمتي أتدفعني إلى رجل قبيح المنظر بئع جرار ومتكسب بالشعر فأعفاها وقال املأوا له البرنية مالا فقال للكتاب أمر لي بدنانير وقالوا ما ندفع إليك ذاك ولكن إن شئت أعطيناك دراهم إلى أن يفصح بما أراد فاختلف في ذلك حولا فقالت عتبة لو كان عاشقا كما يزعم لم يكن يختلف منذ حول في التمييز بين الدراهم والدنانير وقد أعرض عن ذكري صفحا ومن مديحه (إني أمنت من الزمان وصرفه * لما علقت من الأمير حبالا) (لو يستطيع الناس من إجلاله * تخذوا له حر الخدود نعالا) (إن المطايا تشتكيك لأنها * قطعت إليك سباسبا ورمالا) (فإذا وردن بنا وردن خفائفا * وإذا صدرن بنا صدرن ثقالا) وهذه الأبيات قالها في عمر بن العلاء فأعطاه سبعين ألفا وخلع عليه حتى
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»