وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ١ - الصفحة ٢٣١
(فقلت دعوني والعلا نبكه معا * فمثل كثير في الرجال قليل) وحكى أبو الحسين محمد بن الحسين الفارسي النحوي أن نوح بن منصور أحد ملوك بني سامان كتب إليه ورقة في السر يستدعيه ليفوض إليه وزارته وتدبير أمر مملكته فكان من جملة أعذاره إليه أنه يحتاج لنقل كتبه خاصة إلى أربعمائة جمل فما الظن بما يليق بها من التجمل وفي هذا القدر من أخباره كفاية وكان مولده لأربع عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة سنة ست وعشرين وثلاثمائة بإصطخر وقيل بالطالقان وتوفي ليلة الجمعة الرابع والعشرين من صفر سنة خمس وثمانين وثلاثمائة بالري ثم نقل إلى أصبهان رحمه الله تعالى ودفن في قبة بمحلة تعرف بباب دزيه وهي عامرة إلى الآن وأولاد بنته يتعاهدونها بالتبييض قال أبو القاسم ابن أبي العلاء الشاعر الأصبهاني رأيت في المنام قائلا يقول لي لم لم ترث الصاحب مع فضلك وشعرك فقلت الجمتني كثرة محاسنه فلم أدر بم أبدا منها وقد خفت أن أقصر وقد ظن بي الاستيفاء لها فقال أجزما أقوله فقلت قل فقال (ثوى الجود والكافي معا في حفيرة *) فقلت (ليأنس كل منهما بأخيه *) فقال (هما اصطحبا حيين ثم تعانقا *) فقلت (ضجيعين في لحد بباب دزيه *) فقال (إذا ارتحل الثاوون عن مستقرهم *)
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»