وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ١ - الصفحة ١٦٩
المشهورة وله كتاب المجالس وغيره من الكتب المتعلقة بطريق القوم وله نظم حسن في طريقهم أيضا ومن شعره (شدوا المطي وقد نالوا المنى بمنى * وكلهم بأليم الشوق قد باحا) (سارت ركائبهم تندى روائحها * طيبا بما طاب ذاك الوفد أشباحا) (نسيم قبر النبي المصطفى لهم * روح إذا شربوا من ذكره راحا) (يا واصلين إلى المختار من مضر * زرتم جسوما وزرنا نحن أرواحا) (إنا أقمنا على عذر وعن قدر * ومن أقام على عذر كمن راحا) وبينه وبين القاضي عياض بن موسى اليحصبي مكاتبات حسنة وكانت عنده مشاركة في أشياء من العلوم وعناية بالقراءات وجمع الروايات واهتمام بطرقها وحملتها وكان العباد وأهل الزهد يألفونه ويحمدون صحبته وحكى بعض المشايخ الفضلاء أنه رأى بخطه فصلا في حق أبي محمد علي بن أحمد المعروف بابن حزم الظاهري الأندلسي وقال فيه كان لسان ابن حزم المذكور وسيف الحجاج بن يوسف شقيقين وإنما قال ذلك لأن ابن حزم كان كثير الوقوع في الأئمة المتقدمين والمتأخرين لم يكد يسلم منه أحد ومولده يوم الأحد بعد طلوع الفجر ثاني جمادي الأولى سنة إحدى وثمانين وأربعمائة وكانت وفاة ابن العريف المذكور سنة ست وثلاثين وخمسمائة بمراكش رحمه الله تعالى ليلة الجمعة أول الليل ودفن يوم الجمعة الثالث والعشرين من صفر وقد كان سعي به إلى صاحب مراكش فأحضره إليها فمات واحتفل الناس بجنازته وظهرت له كرامات فندم على استدعائه وصاحب مراكش الذي استدعاه هو علي بن يوسف بن تاشفين الآتي ذكره في ترجمة أبيه يوسف إن شاء الله تعالى
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»