سفرنامه - ناصر خسرو - الصفحة ٦٤
يقصر الجدار وفي الجهات الواطئة من أحياء المدينة فتحوا في المسجد أبوابا كأنها نقب تؤدي لساحته ومن هذه الأبواب باب يسمى باب النبي عليه الصلاة والسلام وهو بجانب القبلة اي في الجنوب وقد عمل بحيث يكون عرضه عشرة أذرع وأما ارتفاعه فيتفاوت حسب المكان فهو في مكان خمس أذرع اي علو سقف هذا الممر وفي مكان آخر عشرون والجزء المسقوف من المسجد الأقصى مشيد فوق هذا الممر وهو محكم بحيث يحتمل أن يقام فوقه بناء بهذه العظمة من غير أن يؤثر فيه قط وقد استخدمت في بنائه حجارة لا يصدق العقل كيف استطاعت قوة البشر نقلها واستخدامها ويقال إن سليمان بن داود عليه السلام هو الذي بناه وقد دخل فيه نبينا عليه الصلوات والسلام إلى المسجد ليلة المعراج وهذا الباب على جانب طريق مكة وعلى الحائط بقرب هذا الباب نقش دقيق لمجن كبير يقال إن حمزة بن عبد المطلب عم النبي عليه السلام كان جالسا هناك وعلى كتفه المجن وظهره مسند إلى الحائط وأن هذا نقش مجنه وعند بوابة المسجد حديث هذا الممر الذي عليه باب ذو مصراعين يبلغ ارتفاع الجدار من الخارج ما يقرب من خمسين ذراعا وقد قصد بهذا الباب أن يدخل منه سكان المحلة المجاورة لهذا الضلع من المسجد فلا يلجأون إلى الذهاب لمحلة أخرى حين يريدون دخوله وعلى الحائط الذي يقع يمين الباب حجر ارتفاعه خمس عشرة ذراعا وعرضه أربع أذرع فليس في المسجد حجر أكبر منه وفي الحائط على ارتفاع ثلاثين أو أربعين ذراعا من الأرض كثير من الحجارة التي تبلغ حجمها أربع أذرع أو خمس وفي عرض المسجد باب شرقي يسمى باب العين إذا خرجوا منه نزلوا منحدرا فيه عين سلوان وهناك أيضا باب تحت الأرض يسمى الحطة يقال إنه هو الباب الذي أمر الله عز وجل بني إسرائيل ان يدخلوا منه إلى المسجد قوله تعالى * (وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين) *
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»